الذكاء الوجداني

الذكاء الوجداني


The Emotional Intelligenz


قد نظرنا سابقا الي مفهوم الذكاء ولكننا اقتصرنا علي شكل وماهية  الذكاء العام الشامل , وأخدنا بعين الاعتبار واعتمدنا علي أنه هو مضدر وأساس النجاح والتفوق وتحقيق الذات والانتصار في كل المجالات والمستويات وخاصة المستوي الاكاديمي وكذلك  مستوي  ومرحلة العلم والثقافه, ولكن هذه النظره كانت غير شامله وغير وافيه كذلك اذ أنها حدث فيها كثير من التغيرات وطرأ عليها كثير من الاضافات التي أضيفت لها بسبب البحث المستمر والدراسات التي أجراها علماء النفس في ماهية وعلم الذكاء.

 لقد بينت الابحاث والدراسات الأكيده  أن ليس كل من هو ذكي ناجح ومتفوق في حياته ,حيث أن منهم من قد يعاني من بعض المشاكل في البدء كمشكلة الاضطراب والفشل وعدم الثقة بالنفس وعدم المقدره علي اثبات نفسه وذاته ,كما أن الدراسات قد بينت أيضا أن هناك أشخاص ذوي معدل ذكاء أقل عامة ولكن هم أكثر نجاحا وتفوقا وأكثر ثقة بنفسهم وعملهم لذا فهم ينجحون في عملهم وحياتهم ,وذلك لأنهم يمتلكون ويتميزون بنوع أخر من الذكاء وهذا النوع يسمي الذكاء الوجداني , لأن هذا الذكاء ينبع ويظهر من نفس الفرد ومن ذاته وذلك من خلال نظرة الفرد لنفسه وذاته.

كما أن الذكاء الوجداني يظهر اذا امتلك الفرد مهارات ومميزات تساعده علي حل أي مشكله تواجهه كمشكلة الفرق المادي بين طبقات المجتمع وبين الأفراد ,كما أن الذكاء الوجداني له علاقه بعوامل وراثيه وبييءيه تحاط بكل فرد من أفراد المجتمع .  

 1- تعريف الذكاء الوجداني :

يعرف هذا النوع من الذكاء بأنه مقدرة الشخص أو الفرد علي التنبه والمعرفه والوعي بالمشاعر والمحسوسات وما يصدر تلقاءيا عن الشخص , وكيف يتحكم الفرد في هذه المشاعر وما يصدر عنه سواء كان سلبيا أو ايجابيا ويحوله الي مشاعر ايجابيه داءما ,وأيضا القدره علي الفهم والاحساس بمشاعر الأخرين .وكيف نؤثر بشكل ايجابي في الأخرين ونساعدهم علي الارتقاء بمشاعرهم ومكنوناتهم ,وذلك لكي نكون ونوطد معهم علاقات اجتماعيه ايجابيه .تساعد كل منا علي الارتقاء بالعقل والفم والعمل .وكذلك مدي اكتساب وتعلم كثير من أشياء وتجارب ايجابيه تساعدنا علي عيش الحياه وتفيدنا في سلوكها مسلك صحيح وقويم .

 2- النظريات المفسره للذكاء الوجداني :

حيث أن علماء النفس قد عرفوا أن الذكاء والوجدان متربطين ويكمل كل منهما الأخر  ولا يختلفان أيضا ,لذلك قد نجد أن النظريات والمباحث التي تبحث وتنظر الي الذكاء الوجداني كنوع من أنواع الذكاء ليست مصدرها الأن .

وهذا الكلام قد بينه العالم هوفمان حيث استنتج نظريته للذكاء من أبحاث العالمان سالوفي وماير حيث أن نظريته حديثه العهد في مجال البحث في الذكاء الوجداني . وكان من الفروض التي فرضت في هذه النظريه أن الافراد الذين يتمتعون بمعدل ذكاء وجداني مرتفع وكبير يكونون أكثر نجاح في حياتهم العمليه والعلميه ,وكذلك أكثر من الأفراد الذين يمتلكون ذكاء ثقافي ومعرفي كبير ,والحث والانفعال قد يحدث نتيجة لتحرك وميل مشاعر وعواطف الفرد نحو افكار بعينها.

حيث تم استخدام مفهوم ودراسة الذكاء العاطفي في التعبير عن سمات وخصائص الأفراد أصحاب الذكاء الوجداني في عدة نقاط أهمها :


1. مقدرة الفرد علي الفهم بالمشاعر والعواطف الاحاسيس وكيف أنه يعبر عنها وهذا ينقسم الي عدة نقاط :
-فالمشاعر والاحاسيس التي يتلقاها الفرد من المحيطين به ,بنفس الكيفيه التي يتلقي بها المشاعر وعلي هذه الحاله فان هذا الفرد يسمي شخصا سلبيا .

- المقدرة والوصول الي التعبير عن المشاعر والاحاسيس لمن يحيط بنا وعلي هذه الحاله فان هذا الشخص يسمي شخصا ايجابيا .
- كيف أن الفرد يكون لامباليا بكل ما حوله ولا يهتم بمشاعر أي من المحيطين به ولا يستقبل أي مشاعر تماما زلا يعبر ويبوح بما يجول في خاطره وعلي هذا يسمي هذا الشخص بأنه فاقد لارسال واستقبال ومبادلة المشاعر.

التقمص العاطفي :هو عباره عن عيش وتجربة نفس وذات المشاعر التي يجربها ويعيشها الأخرين ,وذلك لفهمها ومعرفة ما نكتسبه من تجربتها وعيشها .

2. حصول الفرد علي وسائل تمكنه من الحصول علي محبة المحيطين به واكتسابها. 

القابلية للتكيف:  وهذا العنصر يعرف بأنه هو قدرة الفرد علي الانتقال من مشكله اجتماعيه أو طارئه حدثت له بدون حدوث مضاعفات ومشاكل في عملية عيشه ,ومن أمثله هذه المواقف الانتقال من صف دراسي لأخر يليه ومختلف عنه.

- الصحه النفسيه:

فعلم النفس والصحه النفسيه يدرس ويبحث بصفة عامه في السلوك الانساني سواء كان هذا السلوك جيد أم غير جيد ,قويم ومستقيم أو منحرف ,كما أن دراسه علم النفس تساعد وتقوي علم الصحه النفسيه وذلك من خلال البحث العلمي في طرق ووسائل العلاج والوقايه . كما أنه يمن أن ننظر الي علم النفس علي أنه علم من علوم الصحه لأنه قد يقدم بعض المساعدات والخدمات في مجال الصحه .وبخاصة الصحه النفسيه والعلاج النفسي .وقد استنتجا أن بعض العلوم التي تبحث في النفس كعلم النفس التحليلي وما يتضمنه من موضوعات وعناصر هو أفضل برهان علي وجود علاقه بين علم النفس والصحة.

ونظرا الي امتلاء حياتنا بالمشاكل والتعقيدات والتطور الكبير في كافة المجالات فقد زاد علي أثر ذلك اهتمام كبير بصحة الأفراد النفسيه ومدي اكتمال شخصيتهم وذلك علي مختلف أنحاء مناحي حياتنا .وأيضا بسبب زيادة الجهد المبذول من قبل الافراد والمجتمع نفسه في أمل لاستمرار الحياه والعمل والانتاج .وكما أنه أيضا قد ظهرت محاولات عديده لكي نفهم ماهية وطبيعة الانسان . ولكن هذه المحاولات والسبل لا زالت في بدايتها وذلك لوجود كثير من المعوقات التي قد تعمل تعطيل فهم ماهية وذات الانسان ,فالصحه النفسيه لا يمكن التعبير عنها بما يمتلكه الفرد من أشياء معنويه وماديه ولكن قد نعبر عنها بأنها القدره علي الاحساس بالسعاده والرضا والتفوق وتقبل النفس وكذلك تقبل كل ما حولنا.

- مفهوم الصحه النفسية:

للصحه النفسيه عدة مفاهيم وكذلك عدة معاني .ولكننا سنبين مفهومين من هذه المفاهيم وذلك للوصول الي تعريف نقدر علي استعماله وأيضا نستفيد منه في مساعدة الأفراد علي فهم مشاكلهم وحياتهم والتغلب علي العوائق في طريقهم . وذلك كي يتمكنوا من عيش حياة سعيده في رغد وهناء وكذلك لكي يحققوا ما يتمنوه كأفراد عاملين ومساهمين في المجتمع.

وهنا نرمز الي بعض العاميلن بالطب العلاجي النفسي  أنهم يفضلون استعمال كلمة صحة عقليه بل من صحه نفسيه لأنهم كلاهم ترجمة لكلمة انجليزية.

أولا: من يقول بكلمة صحة عقليه يقول بأن الصحه النفسيه تخلو من أي عرض من أعراض الأمراض العقليه أوالنفسيه .وهذا التصور قد لاقي قبولا في ميادين ومجالات الطب العقلي .ولاشك أن هذا المفهوم اذا بحثنا فيه وحللناه لوجدنا أنه مفهوم محدود وغير شامل حيث أن يعتمد علي حاله سلب أو ايجاب . كما أنه يحدد معني الصحه النفسيه في ان الفرد خالي من اي مرض عقلي او نفسي . وهذا  جانب واحد من وجوانب الصحه .كما أنه قد نجد فرد يخلو من امراض نفسيه او عقليه ولكنه غير ناجح في حياته العمليه والعلميه وكذلك في تعامله مع الاخرين سواء في عمل او بيت وذلك لأن عقله مشوش ومضطرب وهذا الفرد يوصف بأن صحته النفسيه غير سليمة. 

ثانيا: من يقول بالكلمه الثانيه وهي الصحه النفسيه فهو يسلك طريق واسع وشامل وملئ بالمعلومات عن قدرة الفرد علي التكيف مع نفسه ومع من حوله.

وبهذا قد نعرف الصحه النفسيه بأنها: ليس فقط الخلو من اي امراض سواء كانت عصبيه او عضويه او عقليه او سلوكيه بل هي التكيف والوفاق مع النفس مما يوصلنا الس الشعور بالرضا والنجاح والسعاده .
وبما ان الصحه النفسيه والمرض النفسي هما معنيان لا يفهم احدهما الا بفهم معني الاخر لأنه لا يوجد مقاييس أو نماذج تمكننا من التفريق بينهما بطريقه دقيقة. 

معايير الصحه النفسية:

قد ظهرت العديد من المحاولات لوضع مقاييس تحدد السواء وغير السواء في الصحه النفسيه وذلك نتيجة لتعدد النظريات النفسيه التي بحثت في الصحه النفسيه حيث قد وضع العالمان ماسلو ومتلمان قائمه بالمعايير والمقاييس ولكن هذه القائمه قد تعدلت من قبل العالم كوفيل وعلماء اخرون وقد شملت وتضمنت علي الآتي:

1- شعور الفرد بالأمان والسكينة.
2- تقييم الفرد لنفسه وذاته بطريقه جيده ومقبولة.
3- أن يتميز الفرد في نجاحاته وأهدافه بالايجابية والواقعية.
4- أن يتصل الفرد بالعالم المعايش والمحيط وليس بالخيالات.
5- أن يتسم الفرد بالثبات والواقعيه في شخصيته.
6- قدرة الفرد علي التعلم من التجارب والخبرات التي مرت به.
7- أن يشعر الفرد بشعور مناسب لمواجهة أي موقف.

 وقد رأي العالم وولمان أن أنسب المقاييس التي تحدد مدي فاعلية الصحه النفسيه للفرد هي كالاتي:

1. العلاقه بين ما ينجزه الشخص وبين الطاقه النابعه منه :وهو ذلك الذي ينتج من مدي احتمال الفرد للمواقف التي عليه القيام بها ومدي ما يقوم به فعلا.
2. الاتزان العاطفي :وهو يعني التوافق بين سلوك الشخص وبين ما يؤثر عليه.
3. صلاح الوظائف العقليه :ويشتمل علي كيفيه الادراك والتفكير والتصرف والتذكر وغير ذلك .والصلاح هنا يعرف بأنه ما يكون عليه جودة تلك الوظائف من حيث صحتهالاومدي تأثيرها.
4. التوافق الاجتماعي: وهو يعتني بمستوي توافق الفرد مع الحياه وما تفرضه علينا من قواعد وشروط . لأن الشخص الجيد نفسيا يقدر علي العيس بحريه ونجاح وسكينه مع كل من حوله وما يحيط به . كما أنه يقدر علي المساعده والتعاون وتكوين العلاقات كذلك.

 مظاهر الصحه النفسية:

1- مدي توافق الذات 
2- مدي توافق المجتمع 
3- مدي كيف نقبل علي حياتنا 
4- الشعور بالسكينه والامان سواء نفسيا أو اجتماعيا 
5- الحصول علي كل ايجابي 
6- المقدره علي انتاج جيد ونافع 
7- الروح الرياضية
8- الاتزان النفسي 
9- امتلاك هدف وامنيه حقيقية 
10- المقدره علي حل المشاكل والخلافات 
11- مدي معرفة الفرد بسوكه ونتائجه 
12- الشعور بالرضا والنجاح والسعادة

النظريات المفسره للصحه النفسية:

1- نظرية التحليل النفسي للعالم فرويد:

من وجهة نظر فرويد فقد نظر الي الانسان نظره غير عادله حيث رأي أن الفرد في صراع مستمر بين مطالبه المتعدده وبين ما يريده وما لا يقبله المحيطين حيث أن الفرد قلق دائما من احتمال خروج ما قد كبته من مشاعر واحاسيس سلبيه من اللاشعور بها الي الشعور بها.

 فالشعور: هو العقل الواعي والمتصل بالعالم المحيط والخارجي أي هو ما هو خارج الشخصيه كمظرها الخارجي.
أما اللاشعور :هو العقل اللاواعي  ويشمل مكان من الشخصية.
ما قبل الشعور :وهو يشمل ما يستطيع الفرد تذكره كالمعارف والذكريات.

 أجهزه الشخصية:

وضع فرويد ثلاث اجهزه للشخصيه  ووضع لكل منها وظيفته وخصائصه وهذه الاجهزه هي كالاتي:
- الهو : وعرفه فرويد بأنه جزء من نفس الانسان الذي يفعل كل ما هو بعقله بغض النظر عن ماهيته وهل هو جيد او غير جيد ويضرب بالعادات والتقاليد عرض الحائط وذلك لكي يحصل علي اللذه فقط .
- والأنا الأعلي :هو جزء من نفس الانسان يرفض أن يخضع لأي غريزه سواء كانت سلبيه او ايجابيه لذا هو عكس الهوى.
- اما الأنا :فهي جزء من نفس الانسان يعمل كحلقة وصل بين الهو والأنا ويحاول أن يوفق بينهما وهو يعمل علي الواقع.

النظرية السلوكيه للعالم واطسن

وهذا العالم رفض نظرية التحليل النفسي وقال بأن الصحه النفسيه يكتسبها الفرد من العادات.

 النظريه الانسانية للعالم ماسلو.

وضع هذا العالم نطرته وقال ان الفرد اذا اشبع حاجاته يتمتع بصحه نفسيه جيده واذا لم يشبعها فانه يشعر بحزن وضيق مما ينيج عنه صحه نفسيه متدنيه.
وهناك عدة عوامل تؤثر في الصحه النفسيه للفرد مثل طريقه أكله وتغذيته فاذا صحت هذه الطريقه حصل الفرد علي صحة نفسيه جيده وأيضا مثل ممارسه التمارين الرياضيه السليمه فهي تساعد الفرد علي الحصول علي عقل سليم وجسد سليم ونفس سليمه ومن الأمثله أيضا النوم الصحي فهو يساعد الفرد علي الحصول علي قدر مناسب من الطاقه ويجعل الجسد أيضا معافي من الأمراض التي قد تعتريه من قلة النوم كما انه يجعل مشاغل اليوم أقل تأثيرا علي الفرد.
تعليقات